ن التحول من الظلومات إلى النور يأتي في بعض الأحيان في يوم واحد أو ساعة واحدة أو حتى في لحظة
هذه قصة صديق لي و هو شاب في التاسعة
عشرة من عمره، كان يهوي الموسيقى الغربية خاصة الموسيق الصاخبه و هو نوع
من الموسيقى شديد الصوت و آلاته تكون عالية الصوت جداً لدرجة يصعب فيها
تمييز صوت الغناء أو صوت الآلات من بعضها البعض.
و كان يهوى هذه الموسيقي جداً حتى انه
احترف فيها و اصبح من عازفي الطبلة الغربية، و كون مع أخوه و بعض الأصدقاء
فرقة موسيقية و كانوا يشتركون في الحفلات الغربية التي تقام في مصر في أي
محافظة. و كان منزلة مقراً للأصدقاء من كل صوب الذين تجمعهم هذه الموسيقى
و كانت السهرات حتى الصباح وما أدراك بالذي يحدث في هذه السهرات من لهو و
شرب و أشياء أخرى كثيرة.
و في يوم من الأيام التي لن ينساها،
كانوا في سهرة من سهراتهم و أتته مكالمة تليفونية من صديق تقي ملتزم يطمئن
عليهم و يدعوهم لصلاة الفجر التي كان ميعادها بعد ساعة، فسبحان الله الذي
يهدى من يشاء رق قلبه هو و أخوه. و ذهبوا مع الأخ الملتزم لصلاة الفجر في
المسجد ثم شعروا بالإيمان يدق على قلوبهم و استجابت قلوبهم بإذن الله و
يوما بعد يوم ازداد الإيمان في قلوبهم، فاصبحوا حديث الشارع كله بل الحي
كله، فالبيت الذي كانت البنات تزوره يوميا و تسهر فيه، اصبح الأصدقاء
المؤمنين الملتزمين يرتادونه ليتزاوروا و يحبو بعضهم في الله. و هاهو بعد
سنة واحدة ما شاء الله قد حفظ كتاب الله كله، و يستعجب الناس من حالة كيف
تحول هكذا من عازف للموسيقى و شاب ضائع كثير المعاصي إلى هذا الشاب المتزن
الرزين المليء بالإيمان و الآن و الحمد لله قد حصل على بكالوريوس التجارة
القسم الإنجليزي.
و اعتقد أن هذه القصة إن كانت تعلمنا
شيئاً فهو ألا نقنط أبدا من رحمة الله مهما بلغت بنا الذنوب و المعاصي
فرحمة الله وسعت كل شيء و الله يغفر الذنوب جميعاً فالتوبة الصادقة تجب ما
قبلها. فهيا نتوب جميعا إلى الله توبة نصوحة صادقة. فالرسول صلى الله عليه
وسلم كان يستغفر الله ماءه مره في اليوم